تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين
تفسير القرآن العزيز للأمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زَمَنِين ، شيخ قرطبة ، الإمام الزاهد القدوة( ت : 399 ) .
1 ـ تفسيره من التفاسير المتوسطة .
2 ـ هو تهذيب لتفسير يحيى بن سلام البصري ( ت : 200 ) ، وقد ذكر سبب اخصتاره في أمور :
أ ـ وجود تكرار كثير في تفسيره .
ب ـ ذكره لأحاديث يقوم علم التفسير بدونها .
ج ـ قلة نشاط أكثر الطالبين للعلوم في زمانه .
3 ـ وقد زاد على تفسير يحيى ( ت : 200 ) بعض الزيادات ، وهي :
أ ـ ما لم يفسره يحيى .
ب ـ أضاف كثيرًا مما لم يذكره من اللغة والنحو على ما نقل عن النحويين وأصحاب اللغة السالكين لمناهج الفقهاء في التأويل .
وقد ميَّز زياداتها بأن بدأها بقوله : ( قال محمد ) .
تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين
-
مميزات التفسير :
1 ـ قِدَمُ التفسيرِ ، واعتماده على تفسير متقدم يُعنى بآثار السلف ، وتفسير يحيى بن سلام البصري ( ت : 200 ) .
2 ـ كون مؤلفه من أهل السنة والجماعة .
ومن أمثلة ذلك ما ورد في تفسيره لقوله تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) (العنكبوت : 3 ) قال : (( (ولقد فتنا) : اختبرنا . ( الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ) بما أظهروا من الإيمان . وليعلمن الكاذبين ؛ يعني : الذين يظهرون الإيمان ، وقلوبهم على الكفر ، وهم المنافقون ، وهذا علم الفعال .
قال محمد : معنى علم الفعال : العلم الذي تقوم به الحجة ، وعليه يكون الجزاء ، وقد علم الله الصادق من والكاذب قبل خلقهما ) .
3 ـ سلاسة عبارته ، ووضوحها .
4 ـ ما فيه من الاختصار .
5 ـ ما فيه من الزيادات المهمة ، كالاستشهاد للمعاني اللغوية بالشعر ، ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى : (وأذنت لربها وحقت ) ، قال : (( قال محمد : يقال : أذِنتُ للشيءِ آذَنُ أَذَنًا : إذا سمعت . قال الشاعر :
صمٌّ إذا سمعوا خيرًا ذُكرتُ به وإن ذُكِرتُ بسوءٍ عندهم أذِنوا) ( 5 : 111 ) .
-
1 ـ اختصار تفسير يحيى .
2 ـ اختصار إسناده .
3 ـ حذف المكرر منه .
4 ـ إضافة زيادات عليه من جهة اللغة والنحو وتوجيه القراءة .
من أمثلة اللغة :
في قوله تعالى : ( ولا تصعر خدك للناس ) ، قال : (( (ولا تصاعر خدك للناس ) لا تعرض بوجهك عنهم استكبارًا .
قال محمد : ومن قرأ : (تصعر) فعلى وجه المبالغة ، وأصل الكلمة من قولهم : أصاب البعير صَعَرٌ : إذا أصابه داءٌ فلوى منه عنقه ) ( 3 : 375 ).
ومن أمثلة الإعراب :
في قوله تعالى : (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه ) ، قال : (( قال محمد : من قرأ جواب بالنصب جعل ( أن قالوا) اسم كان )) ( 3 : 344 ) .
وفي قوله تعالى : (فإياي فاعبدون ) ، قال : (( قال محمد : (فإياي) منصوب بفعل مضمر ، الذي ظهر تفسيره ؛ المعنى : فاعبدوا إياي فاعبدون )) ( 3 : 351 )
وممن نصَّ على بعض من أفاد منه في اللغة والنحو : أبو عبيدة ( تفسير ابن أبي زمنين 3 : 360 ) ،والزجاج ( تفسير ابن أبي زمنين 3 : 364 ) .
5 ـ اعتمد على أبي عبيد في توجيه القراءة ، ومن ذلك قوله :
((قال محمد : قرأ نافع : (الأيكة) ، وكذا قرأ التي في قاف . وقرأ التي في الشعراء وفي ص : (ليكة) بغير ألف ولام ، ولم يصرفهما ، فيما ذكر أبو عبيد ، وقال : وجدنا في بعض التفاسير أنَّ (ليكة) اسم القرية التي كانوا فيها ، و(الأيكة) : البلاد كلها )) ( 2 : 390 ) .
وفي قوله تعالى : (هذا الذي كنتم به تدعون ) ، قال : (( قال محمد : ذكر أبو عبيد أن من القراء من قرأ : (الذي كنتم به تدْعون) خفيفة ؛ لأنهم كانوا يدعون بالعذاب في قوله : (اللهم إن كان هذا هو الحق من عنك فأمطر علينا حجارة) الآية ، قال : وقرأ أكثرهم (تدَّعون) بالتشديد ، وقال : هي القراءة عندنا ، والتشديد مأخوذ من التخفيف . (تدْعون) تفعلون ، و(تدَّعون) تفتعلون ، مشتقة منه )) ( 5 : 16 ) .
حال الاستفادة من الكتاب :
1 ـ الكتاب يصلح للقراءة المنتظمة ، ولسهولة عبارته ، فإنه يصلح للمبتدئين ، ولمن يريد الاطلاع العام على التفسير .
ويمكن دراسة موضوعات في هذا الكتاب ، ومنها :
2 ـ منهج ابن أبي زمنين في زياداته على ابن سلام .
3 ـ منهج يحيى بن سلام من خلال مختصر ابن أبي زمنين .
تواصل معنا
le manuel du résident ORL
Contact Us
مداخل الشيطان إلى الإنسان