العلامة الزمخشري
ترجمة العلامة الزمخشري :
هو محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري.ولادته كانت يوم الأربعاء السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستين وأربعمائة للهجرة (467هـ)1074 ميلادية, في زمخشر, و هي قرية من قرى خوارزم.
اشتهرالعلامة المخشري في التفسير ، والحديث ، واللغة ، ولكنه لم يُعرف عند كثير من المثقفين بأنَّه كاتب للمقامات ، وقد أشار الدارسون إلى مقامات الزمخشري إشارات مقتضبة في معرض دراستهم للمقامة ، ولكنهم لم يتناولوها بدراسات تحليلية .ولقد كتب الزمخشري مقاماته قاصداً بكتابته التعليم ، فقد اختار الزمخشري لمقاماته موضوعاً يكرره في كل مقامة وهو الوعظ والحكمة. و حافظ على الشكل الفني التقليدي للمقامة ، فقد جاء فيها بالمحسِّنات البديعية ، وأبرزها السجع ، ولكنه لم يُسرف كثيراً في استخدامها.
مكانته العلمية :
كان العلامة الزمخشري يتمتع بمكانه علمية مرموقة أوجدتها له متابعته الحثيثة للعلم واهتمامه به سواء أكان في مرحلة طلب العلم أم في إعطائه للآخرين . ويشهد على مكانته العلمية الكبيرة تعدُّد المجالات العلمية لتي نبغ فيها. وقد حرص أكثر الذين ترجموا لــــه على ذكر المجالات التي أبدع فيها ، وذكروها ملازمةً لـــه. فالذهبي يذكر أنَّ الزمخشري كان رأساً في البلاغة والعربية.
ويذكر السمعاني أنَّ الزمخشري كان مضرب المثل في علم الأدب والنحو. وأيَّده صاحب كتاب ــ الجواهر المضيئة ــ في ذلك ، فعندما شرع في ترجمة الزمخشري قال عنه ” الإمام الكبير المضروب به المثل في علم الأدب “. وعلى الرغم من إعراض ابن حجر العسقلاني عن الزمخشري لميله إلى الاعتزال ، فإنَّه أشاد به ، فيذكر أنَّ الزمخشري كان في غاية المعرفة بفنون البلاغة وتصرُّف الكلام .
وقد أعلى ياقوت الحموي من قدر الزمخشري ، فعدَّه إماماً في التفسير والنحو واللغة والأدب ، وأنه واسع العلم ، كبير الفضل ، متفنِّن في علوم شتى .وللمكانة العلمية العالية التي لمحها ياقوت الحموي في الزمخشري نجده يطلق عليه فَخْرَ خوارزم حيثما ورد ذكره في كتابه (18).
وينتصر صاحب كتاب ــ تاج التراجم ــ إلى الزمخشري ويرفع من شأنه ، فيبتدئ ترجمته له بقوله: إمام عصره بلا مدافعة . وأشاد ابن خلكان بمكانة الزمخشري العلمية ، فذكر بأنَّه “الإمام الكبير في التفسير ، والحديث ، والنحو ، واللغة ، وعلم البيان ، وأنَّه كان إمام عصره من غير مدافعة”. ويذكر ابن خلكان في موضع آخر من كتابه بأنَّ الزمخشري كان من أعلم فضلاء العجم بالعربية في زمانه. وقد بالغ عدد مكن المترجمين في الحديث عن مكانة الزمخشري العلمية ، فصاحب ــ كتاب الوشاح ــ يقول عنه : “أستاذ الدنيا ، فخر خوارزم ، جار الله ، العلامة أبو القاسم محمود الزمخشري من أكابر الأمة ، وقد ألقت العلوم إليه أطراف الأزمة” .
وامتدح الكثيرون سعة علم الزمخشري وإتقانه للعلم. فالسيوطي يذكر أنَّه واسع العلم ، كثير الفضل ، غاية في الذكاء ، وجودة القريحة ، متفنناً في كل علم . وأشار الفيروز أبادي إلى أنَّه “إمام اللغة والنحو ، والبيان باتفاق جميع العلماء” . وأشاد الكثيرون بما كان يتقنه الزمخشري من علوم. فذكروا عند الحديث عنه أنَّه نحوي ولغوي ومحقق وبليغ ومفسِّر وفقيه .
مؤلفاته:
شملت المؤلفات التي خلفها العلامة الزمخشري جمل النشاط الثقافي وعناصر الثقافة التي كانت سائدة في عصره, من العلوم الدّينية ، واللغوية، والنحوية ، والأدبية ، والبلاغية وغيرها. ولقد ذكر له المترجمون أكثر من خمسين مؤلفاً في موضوعات شتى . وأورد صاحب كتاب “كشف الظنون” أكثر مؤلفات الزمخشري ، وأورد جزءاً من مقدماتها وخواتيمها:
“الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ” وكون الزمخشري مفسراً كبيراً, لقد كانت لــــــه ثقافته الدينية المستقلة في تفسير القرآن الكريم ، بل والداعية إلى مذهبه الاعتزالي ، وفي مقاماته يظهر تأثر الزمخشري الواضح بهذه الثقافة الدينية.,”الفائق في غريب الحديث”,”أساس البلاغة” ,”مقامات الزمخشري”, “المستقصى في أمثال العرب”,”أطواق الذهب في المواعظ والخطب” .
وتوفي العلامة الزمخشري ليلة عرفة سنة 538 هـ / 1143 م في جرجانية خوارزم، بعد رجوعه من مكة. (مقتبس)
تواصل معنا
le manuel du résident ORL
Contact Us
مداخل الشيطان إلى الإنسان