السلفية

السلفية- الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله (مواليد عام 1929) في جزيرة بوطان التابعة لتركيا وهو عالم سوري متخصص في العلوم الإسلامية و تعرض للإغتيال بسبب موقفه من النظام السوري و توفي في 21 مارس 2013, ، تأثر بوالده الشيخ ملا رمضان الذي كان بدوره عالم دين، تلقى التعليم الديني والنظامي بمدارس دمشق ثم انتقل إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف وتحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة، له أكثر من أربعين كتاباً تتناول مختلف القضايا الإسلامية، ويعتبر أهم من يمثل التوجه المحافظ على مذاهب أهل السنة الأربعة وعقيدة أهل السنة وفق منهج الأشاعرة . ينحدر البوطي من أصل كردي. ولد عام 1929 في قرية جيلكا التابعة لجزيرة بوطان (ابن عمر) الواقعة في تركيا شمال الحدود العراقية التركية، ثم هاجر مع والده ملا رمضان البوطي إلى دمشق في عام 1933، وكان عمره آن ذاك أربع سنوات. يعد البوطي من علماء الدين السنة المتخصصين في العقائد والفلسفات المادية بعد أن قدم رسالته في الدكتوراه في نقد المادية الجدلية، لكنه من الناحية الفقهية يعتبر مدافعا عن الفقه الإسلامي المذهبي وله كتاب في ذلك "اللامذهبية أكبر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية" وآخر بعنوان "السلفية مرحلة زمنية مباركة وليست مذهب إسلامي"، ولم تكن علاقته أيضا بجماعة الإخوان المسلمين في سوريا بالجيدة، وكان أبدًا من نابذي التوجهات السياسية والعنف المسلح، وقد سبّب ظهور كتابه "الجهاد في الإسلام" عام 1993م في إعادة الجدل القائم بينه وبين بعض التوجهات الإسلامية. * أنهى دراسته الثانوية الشرعية في معهد التوجيه الإسلامي بدمشق .حصل على شهادة العالمية بكلية الشريعة في جامعة الأزهر 1955م.* التحق في العام الذي يليه بكلية اللغة العربية من جامعة الأزهر، ونال دبلوم التربية في نهاية ذلك العام.* أوفد إلى كلية الشريعة من جامعة الأزهر للحصول على الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية وحصل على هذه الشهادة عام 1965م.* عين مدرساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1965م ثم وكيلاً لها، ثم عميداً لها.* اشترك، في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة.* عضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمّان.* عضو في المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد.* عضو المجلس الاستشاري الأعلى لمؤسسة طابة بأبو ظبي. من مؤلفاته : السلفية مرحلة زمنية مباركة وليست مذهب إسلامي. اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية….

About the Book

السلفية – الشيخ د. محمد سعيد رمضان البوطي

رابط المجلد للتصفح أو التحميل 

يذهب الشيخ د.محمد البوطي رحمه الله في كتابه «السلفية»، إلى أن «السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي»، وقد أكد كذلك، كما جاء في كتابه، ص241، «أن السلفية مذهب جديد مخترع في الدين، وأن بنيانه المتميز قد كوّنه أصحابه من طائفة من الآراء الاجتهادية في الأفكار الاعتقادية والأحكام السلوكية، انتقوها وجمعوها من مجموع آراء اجتهادية كثيرة مختلفة قال بها كثير من علماء السلف وخيرة أهل السنة والجماعة، اعتماداً على ما اقتضته أمزجتهم وميولاتهم الخاصة بهم ثم حكموا بأن هذا البنيان الذي أقاموه من هذه الآراء المختارة من قبلهم، وبناء على أمزجتهم وميولاتهم، وهو دون غيره البنيان الذي يضم الجماعة الإسلامية الناجية والسائرة على هدي الكتاب والسنة». [«السلفية»، دمشق 1988 دار الفكر].
وأضاف كما جاء في ص230، «أن التمذهب بالسلفية الذي يحتل في تصور كثير من الناس اليوم محل ذلك الميزان الجامع، لم يكن معروفاً لدى أهل السنة والجماعة من السلف الصالح في القرون الثلاثة المباركة الأولى، ولم يكن هذا الانضواء تحت شعاره ليخطر منهم على بال». وقال إن هذه الجماعات اختارت لنفسها تسمية «السلفية» في أواخر القرن التاسع عشر والعشرين، في زمن المصلحين، جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، تهرباً من وصفها بالوهابية، حيث استبدلوا بكلمة «الوهابية» هذه كلمة «السلفية»، لما كان يجمع بين الطرفين من قاسم مشترك، «يتمثل في محاربة البدع والخرافات لاسيما بدع المتصوفة، فراجت كلمة السلف والسلفية بين أقطاب المذهب الوهابي».
ونحن اليوم بصدد قراءة كتاب ثان للشيخ الدكتور البوطي، يناقش فيه موقف السلفية من التقليد والمذاهب، ويفند ما جاء بخاصة في رسالة الشيخ الخجندي، «هدية السلطان إلى مسلمي بلاد اليابان»، التي تحدثنا عنها في مقالين سابقين.
وكتابه يحمل عنوان «اللامذهبية: أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية»، وقد أصدر د.البوطي الطبعة الثانية من الكتاب منقحة عام 1970، ليناقش بالتفصيل دعوة الجماعة السلفية إلى إلغاء مذاهب أهل السنة الأربعة، والتوجه مباشرة إلى القرآن والسنة!.
وربما لخص د.البوطي رحمه الله محتويات الكتاب في فقرتين جاءتا بالمقدمة، قال فيهما: «إن مذهب الأئمة الأربعة إنما هي سُلم لابد منه للوصول إلى هدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحاشا أن يكون حاجزاً منافساً». ثم قال ينتقد الجماعة السلفية في موقفها من المذاهب: «لقد قال هؤلاء أنفسهم في المذاهب إنها بدعة طارئة على الدين، وأنها ليست من الدين في شيء، ووصف بعضهم كتب هؤلاء الأئمة بأنها «مُصدية»، ولكن ذلك كله لم يغير حقيقة عرفتها العصور كلها وأجمع عليها المسلمون جيلاً وراء جيل، وهي أن هذه المذاهب هي لب الإسلام وجوهره وأنها هي التي بصّرت المسلمين في كل زمن بأحكام دينهم، ويسرت لهم سبيل التمسك بكتاب ربهم وسنة نبيهم».
ويشتكي د.البوطيرحمه الله من قلة صبر السلفيين وتعجلهم في اتخاذ المواقف وإعلان العداوة ويطالبهم بالصبر على أفكاره ومطالعتها بأناة قبل الحكم عليها!! يقول: «إن معظم هؤلاء الاخوة لا يصبرون، كما قد علمتُ- على قراءة ما يكتب. ولا يحمِّلون انفسهم على أكثر من تقليب صفحاته واستعراض بعض فقراته، ثم يطلقون لألسنتهم ما يشاءون من الكلام.. ويتركون أنفسهم مع ما فيها من الاضغان.. فكيف السبيل الى استرضائهم، واولى النوافذ وأهمها الى ذلك مغلقة بإحكام؟».
ويقارن د.البوطي تسرع الجماعة السلفية وعدم صبرها على الحوار مع طرق المسلمين والسلف الصالح في النقاش فيقول: «لقد كان سلفنا الصالح من العلماء والائمة يتناقشون، وقد كان كل منهم يسجل آراءه ومذهبه الذي يختلف به عن الآخرين، وقد كانوا جميعاً يقرأون آراء بعضهم باحترام وإمعان، فإما اجتمعوا على أضيق رقعة ممكنة من مسائل الخلاف وإما بقي كل على رأيه ومذهبه، إذا كانت الأدلة محتملة، والشُّبهُ مستحكمة، ولكنهم لا يتفرقون إلا وكلٌّ منهم يقدِّر الآخر ويحترمه ويعذره فيما انتهى اليه من الرأي. لقد كانت المناقشة العلمية اذا من اهم عوامل النهضة العلمية في تلك العصور التي خلت، بل كانت من أهم العوامل على جمع الكلمة.. وهي اليوم أيضا أهم ضمانة لتحقيق ذلك». [ص17].
لقد عاش المسلمون قديما وإلى الآن، يقول د.البوطي وهم يعلمون ان الناس ينقسمون الى مجتهدين ومقلدين، وأن على المقلد ان يتبع أحد المجتهدين، وإذا اتبع واحدا منهم فله الحق اذا شاء ان يلازمه ولا يتحول عن تقليده طيلة حياته، إلى ان ظهرت فئة في عصرنا هذا، فاجأت الناس بشرع غريب وجديد، بشرع يقول بكفر من يلازم مجتهدا معينا. ويقول ان اتباع الكتاب والسنة اتباع لمعصوم – أي الرسول (ص) – واتباع الائمة الاربعة اتباع لغير معصوم!.
وهاجم د.البوطي رحمه الله رسالة «الخجندي» في ذم التقليد والمذهبية وقال: «لقد تضمنت خلاصة الكراسي ما اوضحته آنفاً من تكفير مَنْ التزم مذهبا من المذاهب الاربعة، ونفت المقلدين للائمة المجتهدين بالحمق والجهل والضلال، وبأنهم الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، وبأنهم ممن قال الله عنهم {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} وبأنهم الاخسرون اعمالا، {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا}.
وتحدث د.البوطي رحمه الله عن بعض ما عايشه بسبب نشر رسالة الخجندي فقال: «اخذ الناشر الذي شاء ان يكتم اسمه بنشر كراسه هذا بين شتى طبقات المسلمين من عوام وطلاب وعمال وغيرهم. واقبل الكثير من هؤلاء يسألني عما ينبغي ان يفعل، ويلقي بحيرته بين يدي.. وجاءني احدهم فرحا يقول: أرأيت ان هذا الذي تتعبون انفسكم بتدريسه مما تسمونه الفقه والتشريع الاسلامي انما هو فهم ائمة المذاهب المجتهدين وهو ليس الا نتاجا لافكارهم القانونية، ربطوها بالقرآن والسنة.. وراح يريني الدليل على كلامه مما جاء في هذا الكراس. ثم اخذ يقول: طالما ذكرنا ان الاسلام ليس الا عبارة عن عباداته واركانه الخمسة المعروفة، وان الاعرابي كان يحفظها في دقائق ثم يذهب يطبقها، فهذا هو الاسلام وجئتم تزعمون لنا ان الكتاب والسنة يحملان اوقارا من القانون المدني والجنائي والدولي، وان الاسلام دين ودولة.. فها هو تكذيب ما تدعون، يسجله مدرس المسجد الحرام بذاته».
وعرض د.البوطي ملخصا لما جاء في الرسالة ثم قال: هنالك امور لا خلاف فيها بيننا جميعا. فالمقلد لاحد المذاهب، ليس ثمة ما يلزمه شرعا بالاستمرار في تقليده وليس ثمة ما يمنعه من التحول عنه الى غيره. ثم ان المقلد اذا ما تمرس في فهم مسألة من المسائل وتبصر بأدلتها من الكتاب والسنة واصول الاجتهاد، وجب عليه ان يتحرر من الاخذ بها من مذهب امامه، وحرم عليه التقليد فيها طالما امكنه ان يجتهد فيها معتمدا على طاقته العلمية المتوافرة لديه، اجمع على ذلك العلماء وائمة المذاهب انفسهم.
ثالث الامور المتفق عليها، يقول د.البوطي ان جميع الائمة الاربعة على حق. ومن هنا كان اتباع المقلد لمن شاء منهم اتباعا لحق وتمسكا بهدْي وهو اذا يختار اتباع واحد منهم لا ينبغي ان يتصور ان الآخرين على خطأ. ولذلك اجمع العلماء على صحة اقتداء الحنفي بالشافعي او المالكي، والعكس.
ويضيف د.البوطي رحمه الله ان علماء الصدر الاول اجمعوا على صحة صلاة الشافعي خلف الحنفي والعكس.
ولا اعرف مدى دقة هذا التعميم فيما يقوله د.البوطي فالواضح من مداخلته في هامش ص36 و37 ان ثمة بعض الصعوبات في هذا الاقتداء والصلاة بين المقلد وبين الامام.
ثم يقول د.البوطي مواصلا نقد رسالة الشيخ الخجندي: ولو ان صاحب الكراس، ركز بحثه في كراسه على الامور الثلاثة والمسائل المتفق عليها، «لوضعنا كراسه هذا على الرأس والعين». ويرى د.البوطي خلف كلام الخجندي «دعوى خطيرة وجديدة هي أصل ما استهدفه الكاتب، ألا وهي دعوى انه يحرم على المسلم ايا كان ان يتمسك بمذهب معين من المذاهب الاربعة».
ويتناول د.البوطي رحمه الله الادلة التي اعتمدها صاحب الكراس، ويقول انها تتلخص فيما يلي:
الدليل الاول: دعوى ان الاسلام ليس اكثر من احكام معدودة يسيرة يفهمها اي اعرابي او مسلم، كما يفهم من بعض الاحاديث، وان المذاهب ليست اكثر من آراء اهل العلم وفهمهم لبعض المسائل.
وهذه الآراء لم يوجب الله تعالى ولا رسوله على احد اتباعها.
والدليل الثاني: ان اساس التمسك بالاسلام انما هو التمسك بالكتاب والسنة وهما معصومان عن الخطأ اما اتباع ائمة المذاهب فهي تحول دون الاقتداء بالمعصوم الى الاقتداء بغير المعصوم.
والدليل الثالث: انه لم يثبت اي دليل على ان الانسان يسأل في قبره اذا مات عن المذهب او الطريق.
وهناك ثلاثة ادلة اخرى استقاها «الشيخ الخجندي» عن اقوال وآراء واقتباسات، من الفقيه الهندي «شاه ولي الله الدهلوي»، والعز بن عبدالسلام، وابن القيم وابن خلدون.
ويقول انه لا يعقل ان تكون احكام الاسلام محصورة في هذه الامور المعدودة التي القى بها الرسول الى سمع ذلك الاعرابي.
فتلقين الرسول الاسلام واركانه للناس شيء، وتعليمه اياهم كيفية تنفيذ تلك الاركان شيء آخر. ويضيف د.البوطي «اجل كانت المشاكل التي تتطلب من الاسلام حلولا لها وبيانا لأحكامها قليلة في صدر الاسلام، بسبب ضيق رقعة الاسلام وبساطة المسلمين اذ ذاك، ولكن هذه المشاكل كثرت فيما بعد مع اتساع رقعة الدولة الاسلامية وظهور كثير من التقاليد والعادات والمصالح التي لم تكن من قبل، وهي جميعا لا تخلو من احكام تتعلق بها سواء كان مصدرها نصا في الكتب او حديثا من السنة او اجماعا من الائمة او قياسا على اصل، فهذه كلها مصادر تنبثق من صميم الاسلام وحكمه، وليس حكم الله عز وجل الا ما هدانا اليه احد هذه المصادر، حسب شروط معينة في فهمها والترتيب بينها وكيفية الاستنباط منها فكيف يفصل اذا بين الاسلام وما استنبطه الائمة الاربعة وامثالهم من هذه المصادر الاساسية للاسلام؟ ويضيف د.البوطي ان الرسول (ص) كان يبعث الى القبائل من يمتاز من الصحابة بجودة الحفظ والفهم والاستنباط، ويكلفهم بتعليم الناس احكام الاسلام وامور الحلال والحرام، والمعروف انهم كانوا يلجؤون الى الاجتهاد ان لم تسعفهم نصوص الكتاب والسنة، وان النبي كان يقرهم على ذلك.
ويرد على الدليل الثاني للخجندي اي اتهامه للمقلدين بانهم يتركون المعصوم – اي النبي (ص) – الى غير المعصوم اي ائمة المذاهب، فيقول: «ان كان الذين تخاطبونهم بهذا الكلام هم عامة الناس ومن لا يملك وسيلة الاجتهاد والاستنباط والتبصر بالادلة ومفهوماتها، فهو كلام عجيب حقا ولا يمكن ان يستقيم لأي معنى». ويضيف د.البوطي ان فهم الناس للنصوص، «هيهات ان يكون معصوما سواء كان هؤلاء الناس مجتهدين او علماء او جهالا.. واذا كانت وسيلة الاخذ بالكتاب والسنة هي الفهم، وكان الفهم منهما محاولة لا يمكن ان تتسم بالعصمة، فما الفرق بين محاولة العامة الفهم ومحاولة المجتهد ذلك، الا ان تكون محاولة العامي ابعد عن العصمة من محاولة المجتهد؟ وما معنى دعوة العامي الى نبذ التقليد بحجة ان القرآن معصوم والامام المتبع غير المعصوم؟» اما عن الدليل الثالث، اي حول عدم احتمال ان يسأل المسلم عن المذهب في قبره فيقول البوطي: يبدو ان صاحب الكراسي «يعتقد بان ميزان معرفة الواجبات التي كلف الله الانسان بها انما هو اسئلة الملكين في القبر، فكل ما يتعرض له الملكان بالسؤال عنه فهو الواجب المكلف به، وكل ما لم يتعرض له فهو غير واجب ولا مشروع! ولست ادري، هل ثبت في اي مصدر من مصادر العقيدة الاسلامية ان الملكين يسألان الميت عن الديون والذمم التي عليها للناس، او عن بيوعه التي لم تنعقد صحيحة ومعاملاته التي لم تكن مشروعة او عن اهماله تربية اهله واولاده، او عن اوقاته التي كان يقضيها في اللهو والعبث؟».
ويتساءل د.البوطي: «ما هو الفرق بين مذاهب الائمة الاربعة ومذهب زيد بن ثابت او معاذ بن جبل او عبدالله بن عباس في فهم بعض احكام الاسلام، وما الفرق بين ارباب المذاهب الاربعة وارباب مذهب الرأي في العراق وارباب مذهب الحديث في الحجاز، وقوام هذين المذهبين خيرة الصحابة والتابعين وهؤلاء لهم مقلدون، واولئك لهم مقلدون!».
وينفي د.البوطي صحة او دقة اقتباس الشيخ الخجندي عن «الدهلوي» وكذلك عن العز بن عبدالسلام وابن خلدون ويرى د.البوطي على تساؤل الشيخ الخجندي عمن كان يرشد المسلمين قبل ظهور المذاهب الاربعة فيقول، «كان الناس قبل ذلك يفعلون ما يقوله ابن خلدون: «ان الصحابة كلهم لم يكونوا اهل فتيا ولا كان الدين يؤخذ عن جميعهم، وانما كان ذلك مختصا بالحاملين للقرآن العارفين بناسخه ومنسوخه ومتشابهه ومحكمه وسائر دلالاته».
وما المذاهب الاربعة، يقول د.البوطي، سوى امتداد لذلك.

   بقلم ٍذ.خليل علي حيدر- منقول عن جريدة الوطن الكويتيةبتصرف طفيف